بفضل خياشيمه الخارجية المهدبة، يحتفظ السمندل المكسيكي المعروف بـ"الأكسولوتل" بمظهره الشاب طوال حياته. شكله اللطيف الذي يشبه شخصيات "الماپيت" جعله يحظى بشعبية هائلة في الثقافة العامة.
- نجم علمي محبوب
الدكتور راندال فوس، أستاذ علم الأعصاب بجامعة كنتاكي، يشعر أحيانًا وكأنه يعمل مع نجم عالمي. خلال الفعاليات التوعوية التي ينظمها مع فريقه، يلتقي بأشخاص متحمسين للتعرف على الكائنات التي يدرسها: الأكسولوتل، وهو نوع من السمندل المائي.
يقول فوس: "الناس ينجذبون إليهم. كثيرون يقولون لي إنهم يعرفونهم من الإنترنت أو من ألعاب الفيديو مثل ، أو حتى من الدمى المحشوة."
بعيون واسعة وابتسامة دائمة ولون وردي فاتح، يبدو الأكسولوتل مبهجًا وكأنه شخصية كرتونية. منذ إضافته إلى لعبة عام 2021، أصبح الأكسولوتل رمزًا ثقافيًا يظهر على كل شيء، من شعارات الكشافة إلى زجاجات الماء الساخن. ولكن خلف هذا الوجه اللطيف، هناك قصة مليئة بالاكتشافات العلمية، استغلال الطبيعة، ومحاولات لإعادة ربط البشر بعالمهم الطبيعي.
- لغز علمي
اسم "أكسولوتل" مشتق من لغة الناواتل التي كان يتحدث بها الأزتيك، وهو مرتبط بالإله "زولوتل" الذي كان يُقال إنه يتحول إلى سمندل. النطق الأصلي للاسم هو "أه-شو-لوت"، بينما يُنطق بالإنجليزية "أك-سوه-لاتل".
الأكسولوتل ينتمي إلى فصيلة البرمائيات التي تشمل أيضًا الضفادع. البرمائيات تضع بيضها الهلامي في الماء، حيث يفقس إلى يرقات تعيش في الماء (مثل الشراغف في الضفادع).
معظم البرمائيات تتحول إلى كائنات بالغة قادرة على العيش على اليابسة. ولكن الأكسولوتل لا يكمل هذا التحول، ويظل في حالته المائية طوال حياته. يقول فوس: "يحتفظ الأكسولوتل بمظهره الشاب وكأنه مراهق حتى وفاته."
الموطن الطبيعي الوحيد للأكسولوتل هو بحيرة زوتشيميلكو في مكسيكو سيتي. كانت هذه البحيرة موطنًا غنيًا بفضل نظام زراعي قديم يُعرف بـ"تشينامباس"، وهي جزر عائمة من صنع الإنسان وفرت بيئة مثالية للأكسولوتل على مدى أكثر من ألف عام.
- لماذا لا يتحول الأكسولوتل؟
هناك فرضية تقول إن البيئة الغنية في بحيرة زوتشيميلكو جعلت الأكسولوتل لا يحتاج إلى إكمال عملية التحول إلى كائن بالغ يعيش على اليابسة. يقول الدكتور لويس زامبرانو، أستاذ علم الحيوان بجامعة المكسيك الوطنية: "كان البقاء في الماء أسهل وأكثر فائدة لهم من استهلاك الطاقة للتحول."
- تهديدات تواجه الأكسولوتل
لسوء الحظ، لم تعد بحيرة زوتشيميلكو كما كانت. مع توسع مكسيكو سيتي، تم ضخ المياه من البحيرة، مما أدى إلى تدهور جودتها. يقول زامبرانو: "تحولت البحيرة إلى بركة ذات مياه ملوثة وسيئة الرائحة، وهذا أثر بشدة على الكائنات المائية، خاصة البرمائيات التي تتنفس عبر الجلد."
بالإضافة إلى ذلك، تم إدخال أسماك غازية مثل الكارب والبلطي إلى البحيرة، والتي تتغذى على بيض الأكسولوتل. كما ساهم زلزال عام 1985 في تهجير السكان إلى المناطق المحيطة بالبحيرة، مما زاد من تدمير موطن الأكسولوتل.
اليوم، تُصنف الأكسولوتل كنوع مهدد بالانقراض بشدة، حيث تشير التقديرات إلى وجود أقل من 100 أكسولوتل بالغ في البرية.
إرسال تعليق